مستثمر كويتي يسعى لإقامة مشروعات زراعية بالعراق


أشجار نخيل تعود لرجل الأعمال الكويتي عبد العزيز البابطين بالبصرة في العراق يوم 11 مايو أيار 2018.

​رويترز : في عمق صحراء جنوب العراق يتطلع مستثمر كويتي لزراعة 100 ألف من نخيل التمور، وبناء محمية طبيعية للنعام والغزال في أرض شهدت يوما حرب الخليج التي دارت في عام 1991.

ومع أن قلة من الشركات الكويتية عادت إلى ممارسة أنشطة أعمال في العراق منذ أن غزا صدام حسين جارته الصغيرة في عام 1990 حيث ثم تحرير الكويت بعد ذلك بعام، لكن رجل الأعمال عبد العزيز البابطين يقوم باستثمار 58 مليون دولار في مشروع مزرعة للتمور في البادية الجنوبية، التي تبعد نحو 150 كيلومترا عن ميناء البصرة، حسبما قال مسؤولون

وقال ضياء الشريدة وكيل البابطين في العراق إنه تم زراعة خمسة آلاف نخلة حتى الآن. ويأمل في زراعة 100 ألف نخلة في السنوات الخمس إلى الست القادمة، مضيفا أن التمور ستٌباع أولا في العراق، على أن يجري تصديرها في مرحلة لاحقة.

وسابقا كان انتاج العراق من التمور يصل إلى ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي، لكنه الآن وبعد عقود من الصراع يصل إلى خمسة في المئة فقط، رغم أن العراق موطن لحوالي 350 نوعا من نخيل التمر.
وتشير لافتة في مكتب البابطين إلى أن رجل الأعمال كان قد بدأ العمل في المزرعة في ثمانينيات القرن الماضي، لكن العراق صادر تلك المزرعة بعد غزو الكويت في 1990، وحولها إلى منطقة عسكرية نظرا لقربها من الحدود الكويتية، وقام بحفر خنادق لأسلحته الثقيلة. ثم تعرضت المنطقة للقصف في هجمات جوية في إطار حملة تحرير الكويت، لكن السلطات لم تطهر الخنادق، تاركة أعيرة نارية وأجزاء من أبراج الدبابات يعلوها الصدأ على مقربة من المزرعة.

وفي محاولة لبدء صفحة جديدة، أعاد العراق المزرعة إلى البابطين ومنح نشاطه إعفاءات ضريبية.

يقول علي جاسب رئيس هيئة الاستثمار في البصرة إنه سيكون أول مشروع استثماري خاص للتمور في العراق. حيث أوجدت المزرعة نحو 50 فرصة عمل في هذه المنطقة الخربة، وستحتاج إلى ما إلى 500 عامل عندما يبدأ النخيل الإنتاج. ويخطط البابطين أيضاً لإنشاء محمية طبيعية يستورد لها النعام والغزال، بحسب ما قاله الشريدة.
العلاقات بين البلدين تشهد تحسناً مستمر
بقيت العلاقات بين العراق والكويت متوترة حتى بعد الإطاحة بصدام حسين في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003، لكنها تحسنت منذ ذلك الحين، مع استضافة الكويت مؤتمرا للمانحين لإعادة بناء العراق في فبراير/ شباط. ولا تزال هناك شركات كويتية تحجم عن العودة، وتطالب بضمانات بأن أنشطتها لن تُصادر مرة أخرى.

وقال جاسب إن هناك مستثمرا كويتيا آخر فقط في البصرة، يستثمر في مركز للتسوق.

وانتعشت التجارة في الأعوام القليلة الماضية مع قيام الشركات الأجنبية باستخدام ميناء الكويت لشحن سلع إلى العراق مع تحسن الأوضاع الأمنية. وقال مسؤول عراقي إن ما يصل إلى 200 مركبة تعبر الحدود يوميا من منفذ صفوان. وبدأ الزائرون الكويتيون يعودون أيضا إلى مدينتي النجف وكربلاء المقدستين لدى الشيعة الذين يشكلون ثلث السكان في الكويت.

والجدير بالذكر أنه وبالمقابل لا يوجد استثمار عراقي خاص يذكر في الكويت، حيث نادرا ما تمنح الكويت تأشيرات زيارة للعراقيين لأسباب أمنية.

Bookmark the permalink.

Comments are closed.